الأربعاء، 1 فبراير 2017

رسالة روبرت


عزيزتي (توليپ) ..

حتمًا تتساءلين عن حالي، أنا بخير. في الواقع أنا في أفضل أحوالي. فقط لأنني في سجن لا يعني أنني مسجون، فكلنا مساجين في دواخلنا وعقولنا. على الأقل، هنا أنا حر نفسي، وقتي إليّ، فالعالم قد نسيَ من أنا، والعالم ومن فيه أعظم مُقَيّد.

عيب هذه الزنزانة الوحيد، هو عندما يتملّكني الضيق، فتُغلَق عليّ الجدران الأربعة بلا مَفَر. لا مهرب أهرع إليه، ولا مساحة أركض فيها. كان عزائي الأوحد، زميل في زنزانة مجاورة، نتحدث معًا في كل الأمور بلا كللٍ أو تعب. حتى هذا الزميل، نُقِل إلى سجنٍ بعيد ..

كنت أرفض أخطائي التي أودعتني هذا المكان بعيدًا عنكِ، مُصِرًّا على عدم تكرارها. حتى أدركت أن رفض الأخطاء والاصرار على عدم فعلها لا يعطي لذاك الفعل قيمة، بل الأسباب أنبل من الفعل نفسه. فكنت أتساءل عن الرادع الأساسي والمانع الحقيقي، هل كانت المعتقدات؟ أم شيء أعمق من ذلك؟

ليت عمري كان اطول، مائة عام أو أكثر، اكتشف ذاتي فيها فأجعلها أفضل من أجلك. وبعد كل هذه الأعوام، إن خرجت منها فقط بكِ، لكفتني ..

الحُرُّ بكِ (روبرت) ..